كيف تنجح في دراسة الطب

في البداية أود أن أبارك لك قبولك في كلية الطب، أنت الآن تخطو طريقك إلى مهنة شريفة وإلى هدف نبيل، وبشارتي لك أن قبولك في كلية الطب يدل على أنك من صفوة المجتمع في الاجتهاد والمثابرة للوصول إلى الهدف

 

يمكن أن نلخص طريق دراسة الطب أنه طريق طويل مليء بالصعوبات والتحديات، استعدادك المبكر واتخاذك السبل المؤدية إلى النجاح في دراسة الطب سيسهل عليك الكثير من المتاعب والمشاق، وهنا وبين يديك بعض النصائح للنجاح في كلية الطب

 

 “ولا تنس نصيبك من الدنيا”

صدق الله العظيم. قد تستغرب أن أول ما أستهل به في خطوات النجاح هو الاهتمام بحياتك الاجتماعية! نعم! يجب أن تفهم أن طلب العلم والدراسة والاجتهاد لا يقتصر على مرحلتك الجامعية في كلية الطب، بل يستمر الطبيب في القراءة والتعلم والدراسة إلى آخر رمق في حياته الوظيفية

فلا تستغرب أنه قد يكون السبب الوحيد لاستمرارك في هذا الطريق الطويل والمجهود الصعب هو سويعات تقضيها في مبادلة الحديث والضحك مع أهلك وأصدقائك المقربين أو ممارستك هواياتك الخاصة

 

اسمح لي أن أذكر لك موقفا حدث لي شخصيا في بداية سنواتي في كلية الطب

كنت في السنة الأولى من كلية الطب، أخذت بالحديث مع أحد من زملائي في الصف عن صعوبات دراسة الطب وكيفية التكييف معها

 

فأخد ينصحني ويقول ” يجب أن تقضي يومك كاملا في الدراسة وإلا ستفشل! ” استغربت من هذه النصيحة وطلبت منه التوضيح أكثر! فأردف قائلا: ” أنا وقبل دخولي في كلية الطب كانت ساعات نومي يوميا 10 ساعات، أما الآن فأنا أحارب نفسي لأنام يوميا 6 ساعات كي أستفيد من باقي الوقت في القراءة والدراسة

قد تظن في بادئ الأمر أن هذا الشخص صاحب عزيمة قوية ولديه مقومات الطبيب الناجح لكن الحقيقة غير ذلك

لم تمر أكثر من ثلاث أشهر حتى سمعت عنه أنه انتقل الى تخصص دراسي آخر ولم يستطع أن يكمل طريقه في كلية الطب

لقد باع هذا الطالب يومه وحياته وأهله وهواياته ونومه في سبيل الطب فقام الطب في بيعه

 

حاول أن تقوم بالموازنة بين حياتك العلمية والعملية وحياتك الاجتماعية بالشكل المعقول.

 

ارفع سقف طموحاتك

ما نلاحظه أن أكثر من يعاني من كثرة الرسوب في المواد الطبية هو ذلك الذي يضع درجة النجاح هي سقف طموحاته

 

ضع هدفك دائما في القمة فإن لم تصل إلى القمة فستكون قريبا منها على الأقل

 

أدرس ما هو مهم

حال المرحلة الجامعية في كلية الطب يختلف عن حال الدراسة في المرحلة الثانوية مثلا

 

طريقة الدراسة في المرحلة الثانوية لا تحتاج إلى أي تعقيد، كل ما تحتاجه هو أخذ الكتاب وحفظه وفهمه بالكامل وسوف تحصل على أعلى الدرجات

 

في كلية الطب الأمر مختلف! المصادر كبيرة والمراجع كثيرة! يجب أن تتعلم أن تدرس ما هو مهم وتترك ما هو غير مهم. فمن الغير منطقي عند دراستك مادة الباطنة على سبيل المثال: أن تقوم بمعرفه نسبة انتشار مرض السكري في كل دولة من دول الخليج وتترك أعراض المرض وأنواعه وطريقه تشخيصه وعلاجه

 

لا تقلق ستكون قادر على معرفة ما هو مهم وما هو غير مهم بسهوله

 

لا تسمح لساعات المحاضرة أن تضيع وقتك

وقت طالب الطب ثمين للغاية، في نظري من الخسارة الكبيرة التي قد يخسرها طالب الطب وقته

جلوسك في المحاضرة وأمام المحاضر دون عقل مستوعب ودون قلب حاضر هدر لوقتك الثمين

شدد التركيز والانتباه في المحاضرات وحضر دروسك

وسوف توفر الكثير من التعب والوقت في دراسة المنهج في المنزل

 

 ساعد زملاءك

بيئة الدراسة في الطب بيئة تنافسية، سوف تتفاجأ ببعض الطلاب من يكتم العلم ولا يساعد زملائه ظنا منه أن بهذه الطريقة سوف يتميز بين الطلاب ويسهل عليه طريق المنافسة

 

لا تنس أننا نشترك جميعا بهدف واحد لا نختلف عليه وهو (مساعدة المرضى والمجتمع). كتمانك للعلم وعدم مساعدة زملاءك لا يخدم هذا الهدف

 

ما ألاحظه شخصيا أكثر الناس نجاحا وأكثرهم توفيقا أولئك الذين يساعدون الغير

و كأنه يساعد الناس فيساعد نفسه

في الحقيقة لا أعلم التفسير الحقيقي لهذه المعادلة، هل هو توفيق من الله ؟ أم أن هناك أسباب أخرى؟ لا أعلم

 

لا تهتم لكلام المحطمين

لو أقوم بجمع ما قيل لي شخصيا أنا وزملائي من كلام سلبي وكلام محبط لهدّ الجبال وشق البحر وفرق الناس

 

طريق الطب مليء بأولئك المحبطين الذين أكبر ما يطمحون اليه هو هدم الطاقات البشرية. ستواجه الكثير منهم من مختلف المناصب: طالب طب، دكتور أو حتى رئيس قسم أو صاحب منصب مرموق

 

(كل ما عليك فعله هو عدم الاكتراث أو كما يقال بالعامية (دخل من أذن وخرج من الأذن الثانية

 

لكن لا تقلق في الوجه المقابل ستتعرف على الكثير ممن يخلدون في الذاكرة من حسن الخلق والرقي في التعامل

 

(وفي نهاية المقال أود أن أقتبس المثل الإنجليزي المشهور (البحر الهادئ لا يصنع بحارا ماهرا

 

كل ما ستواجهه من تحديات هو ما سيجعلك قويا. استمتع بهذه التحديات، استمتع بكل ما يجعلك قويا , كن ثابتا كالجبل وستسعد بمستقبل جميل بإذن الله